يسر أسرة صحيفة فرانشيفال الفرنسية الدولية
أن تستضيف الكاتب والصحفي اليمني عباس الضالعي
نبدا معكم من اليمن ..!
في ظلّ إستمرار الصراع داخل اليمن _ اليمن
إلى أين يسير؟
أحلام رحومة
إعلامية
أهلا ومرحبا بكم وبكل اسرة صحيفة فرانشيفال
الفرنسية الدولية
المعركة في اليمن تسير الى الحسم وانهاء
الانقلاب على السلطة الشرعية ، العالم يعرف ان ما حدث في اليمن هو انقلاب على السلطة
بدعم إيراني واضح سياسي وعسكري عبر مليشياتها في اليمن ممثلة بجماعة الحوثي الإرهابية
وبتواطؤ من الرئيس السابق الذي خلعته ثورة فبراير عام 2011 .. التحالف العربي لدعم
الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الذي قام بتجهيز جيش وطني وهو الذي يخوض المعركة
في اليمن بدعم واسناد من قوات التحالف والمعركة الان في ايامها الأخيرة بعد ان اصبح
وضع المليشيا منهار على المستوى الشعبي والعسكري وأصبحت محاصرة ولم يعد لها ذلك النفوذ
الذي كانت عليه عام 2015 “.
عباس الضالعي
كاتب و صحافي
بعد الضربات الموجعة التي وجهها التحالف
العربي ،هل إنحصر دور ونفوذ إيران في اليمن والمنطقة ككل ؟
أحلام رحومة
إعلامية
التحالف العربي حقق نجاح عسكري كبير منذ
اللحظة الأولى لعاصفة الحزم حيث تم القضاء على القوة الجوية وتحييد القواعد العسكرية
الجوية في الساعتين الأولى للعاصفة ونجح التحالف بكبح جماح القوة العسكرية للمليشيا
وقوات الرئيس المخلوع في الشهر الأول للعاصفة ، وتحولت المعركة بعدها الى كر وفر وحرب
عصابات .. قوة المليشيا العسكرية تم وقفها ولا تستطيع التحرك بشكل قطاعات اطلاقا لكنها
تتحرك كمجموعات صغيرة كان الدعم الإيراني للمليشيا مستمر منذ بداية العاصفة وكانت ايران
تقدم الدعم العسكري والفني واللوجستي للمليشيا عن طريق التهريب خاصة من الشريط الساحلي
الغربي للبحر الأحمر بعض الأسلحة المهربة كانت تدخل عبر الموانئ الرسمية في الحديدة
والمخا والصليف وبعضها يتم تهريبه من مراسي خاصة بالصيادين وخلال الفترة الأخيرة اصبح
التهريب محاصر من بحرية التحالف العربي ومع هذا لم تتوقف محاولات ايران بتهريب السلاح
تستخدم في ذلك وسائل متعددة وتستعين برجال التهريب في البحر الأحمر ، لكن ليس بالمستوى
الذي كان عليه قبل فترة ، وايران عمليا أصبحت محاصرة في اليمن ونفوذها الان هو في الاعلام
اما على الأرض فقد انحسر كثيرا “.
عباس الضالعي
كاتب و صحافي
ما الذي يؤخر الحسم في اليمن ،لكي تعود
للبناء وإتمام مسار إنتقالها الديمقراطي؟
أحلام رحومة
إعلامية
تأخير الحسم على الأرض في اليمن له عدة
أسباب عسكرية وسياسية “دولية” وفنية ، على المستوى العسكري كسبب مباشر يتعلق بفترة
اعداد وتدريب جيش وطني ولا يمكن ان يتم تجهيز جيش في وقت قصير ، التحالف دعم خطة انشاء
جيش وطني مدرب على مختلف الأسلحة وكل فترة تدخل عدد من الالوية القتالية الى المعركة
تضاف للقوات السابقة في كل المناطق على الأرض اليمنية .. هناك أسباب سياسية لها علاقة
بتأخير حسم المعركة وتتعلق بالضغوط الدولية على السلطة الشرعية والتحالف ومحاولة الدفع
بعملية الحوار للوصول الى اتفاق وعقدت لقاءات على هذا الصعيد لكنها في الأخير اصطدمت
بحاجز تعنت المليشيا التي تتحرك بضوء اخضر من ايران وفشلت كل محاولات السلام مع هذه
المليشيا التي لاتفهم سوى لغة البندقية .. إضافة الى الضغوط الدولية ممثلة بمجلس الامن
كان لامريكا ” إدارة أوباما” دور سلبي في اليمن من خلال التماهي مع مليشيا الحوثي في
محطات كثيرة ، والسفير الأمريكي في اليمن هو الذي مارس ضغوط على السلطة للقبول بمليشيا
الحوثي ضمن مؤتمر الحوار قبل ان تسلم سلاحها وكان هذا اكبر خطأ ارتكبه الامريكان ،
واستمر الامريكان بدعم المليشيا أحيانا بشكل علني واحيانا من تحت الطاولة او بممارسة
الضغوط على السلطة الشرعية والتحالف أيضا .. أسباب أخرى أدت الى تأخير الحسم وهي أسباب
فنية تتعلق بالداخل اليمني وأخرى تتعلق بالتحالف ، في الجانب اليمني يوجد تباينات بين
بعض فصائل المقاومة الشعبية وبين دول التحالف من جانب وبين بعض اطراف دول التحالف من
جانب اخر إضافة الى وجود ارباك في الخطط بسبب ان المعركة كانت مفاجئة للكل ولم يتم
الاستعداد لها خاصة في السنة الأولى من العاصفة حيث كانت المعركة يقوم بها مجاميع قبلية
وهذا يعني ان هذه المجاميع تفتقد للخطط العسكرية والتدريب ، إضافة الى وجود حساسية
عند بعض دول التحالف من وجود فصائل سياسية تتواجد في المعركة ويتم الان معالجة هذه
الإشكاليات تدريجيا من خلال عملية دمج المقاتلين في المقاومة الشعبية ضمن الجيش الوطني
“.
عباس الضالعي
كاتب و صحافي
كيف ترون الملف اليمني مع التغير في الإدارة
الأمريكية ووصول “ترامب” للبيت الأبيض؟
أحلام رحومة
إعلامية
إدارة ترامب حديثة العهد والى الان لم يظهر
أي تغيير في الموقف الأمريكي سوى بعض التصاريحات الإعلامية ، لكن المؤكد ان الموقف
بعهد ترامب سيتغير عن موقف سلفه الذي اتاح لايران التحرك واللعب بأمن دول المنطقة ومنها
اليمن ، الإدارة الجديدة يبدو انها منزعجة من السياسة الإيرانية وانا شخصيا لم اثق
كثيرا بتغيير جذري في الموقف الأمريكي الا اذا تم اتخاذ إجراءات عملية على الأقل قصقصة
اذرع ايران في المنطقة مثل حزب الله في لبنان ومليشيا الحشد الشعبي في العراق ومليشيا
الحوثي في اليمن واذا كان هناك جدية فستكون البداية بقصقصة هذه الاذراع “.
عباس الضالعي
كاتب و صحافي
من وجهة نظركم هل وفق ولد الشيخ أحمد في
إيجاد حلّ الأزمة اليمنية وكيف تقيمون آداءه ؟
أحلام رحومة
إعلامية
من خلال تجربتنا كيمنيين مع دور الأمم المتحدة
عبر مبعوثيها لليمن فدورها سلبي وكان دور المبعوث الاممي السابق والحالي مربك وبصراحة
اكثر يعتبر المبعوث الاممي السابق والحالي هم جسر العبور لانقلاب المليشيا وهما سبب
في تأخير الحسم نتيجة تقاريرهما الملغومة للمجتمع الدولي ، كان للمبعوثي الأمم المتحدة
دور سلبي أدى الى ترسيخ الازمة وتعقدها اكثر نتيجة عدم وضوح الهدف من المهمة التي يقومون
بها “.
عباس الضالعي
كاتب و صحافي
حسب رأيكم كيف ستكون المرحلة القادمة من
الأزمة اليمنية ؟
أحلام رحومة
إعلامية
المرحلة القادمة ستكون مرحلة حساسة جدا
في تاريخ اليمن وليس من السهل ان نرفع منسوب التفاؤل المفرط لأننا نستوعب حجم مخلفات
الحرب والانقسام لكن يستطيع اليمن تجاوز هذا بوجود سلطة قوية تفرض تطبيق القانون ،
ومع هذا نحن متفائلين بأن القادم افضل في حال حسمة المعركة على الأرض ، اليمن بعد المعركة
العسكرية يحتاج الى معركة اكثر شراسة وهي معركة إعادة الاعمار والبناء ، بناء الدولة
وبناء المؤسسات وتأهيل البنية التحتية وما خلفته الحرب من دمار والاهم هو بناء الثقة
بين مكونات المجتمع لان الحرب والصراع احدث انقسام كبير في المجتمع “.
عباس الضالعي
كاتب و صحافي
رباط الحوار على موقع الصحيفة