الخميس، 6 أبريل 2017

لماذا تغيرت السياسة الأمريكية تجاه النظام السوري؟..سياسيون عرب يجيبون

أثارت تصريحات عضو الكونجرس الأمريكي بشأن نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد في سوريا بسبب مجزرة خان شيخون جدلا سياسيا واسعا.

كانت "سي إن إن" نقلت عن مصادر أمريكية بأن "ترامب" أخبر أعضاء  الكونجرس، أنه يفكر  بعمل عسكري ضد نظام بشار الأسد بسوريا.

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة لم تستبعد رداً عسكريا على الهجوم بالغاز السام في سوريا والذي أودى بحياة مئات المدنيين وألقت واشنطن بمسؤولية الهجوم على  النظام السوري.

وردا على سؤال عما إذا كان قد تم استبعاد  الخيار العسكري قال المسؤول: "لا".

وليس واضحا حجم التخطيط العسكري الأمريكي القائم بشأن ضرب أهداف مرتبطة بنظام  بشار الأسد.

استطلع موقع "بوابة القاهرة" الإخباري آراء عدد من السياسيين العرب والسوريين حول مصداقية ترامب بشأن توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري؛حيث قال الباحث السوري الدكتور زياد أيوب، بعد تصريحات إدارة ترامب الأخيرة التي كانت كصك التصريح الكامل باستمرار قتل السوريين واطمئنان نظام الأسد بأن العقاب لن يطاله كانت مجزرة خان شيخون وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء وجبين الأمم المتحدة التي تقودها أمريكا ومن ورائها إدارة ترامب فلذلك كان المزاج العام هو تحميل ما حصل لإدارة ترامب وتصريحاتها الأخيرة التي حاولت جاهدة التفلت والتملص منها وإلصاقها بإدارة أوباما الفاشلة في إدارة ملف القضية السورية.

وأضاف أيوب في تصريحات خاصة لـ"بوابة القاهرة": "لكن فظاعة المجزرة والتوقيت كانا أكبر من عقد جلسة طارئة لمجس الأمن أو إصدار تصريحات وبما أن الواقعة أخذت صدى عالمي فكان لابد أن تخرج الإدارة الأمريكية بشيء جديد الذي تجلى في هذا التوقيت بالتصريحات القوية عن توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد أو منع مقاتلاته من التحليق في الأجواء السورية وهذا كله لم يعد ينطلي على السوريين أو على المتابع للشأن السوري وبذلك لم يعد هناك مجال لتصديق مثل هذه التصريحات أبدا لأن أمريكا لو أرادت خلع السفاح لفعلت منذ زمن ولما أطالت هذه المهزلة بحق الإنسانية جمعاء وبحق السوريين بشكل خاص.

وتابع: "وبالتالي الصورة ليست واضحة إلى الآن لأن الأمريكان لهم أهداف كثيرة ومازال دعمهم للأكراد واضح وتغاضيهم عن كل القتل والتشريد الذي يحصل محط تساؤل عن جدية أمريكا في تعاملها مع السوريين وليس مع نظام بشار الأسد".

وفي السياق ذاته يري الدكتور حامد الخليفة الباحث السياسي والإسلامي السوري، أن التجربة علمتنا أنه لن تكون هناك ضربة للنظام الطائفي في سوريا لأنه يمثل عمقا إستراتيجيا لجميع الغزاة وهو رأس حربة لهم ضد العرب والمسلمين! وإن كان هناك حرج دولي من إجرام النظام السوري فإن النظام الدولي ربما يستغل ذلك لتوجيه ضربة لكل حراك ثوري في سورية باسم ضرب النظام وداعش وهذا ما تأكد على مدى سنين الثورة وربما يضربون بعض مطارات النظام لذر الرماد بالعيون لكنهم بكل حال لن يعملوا على إضعافه وتغيير تركيبته الطائفية التي تهيمن عليها الطائفة النصيرية التي تشكل ضمانة لأمن إسرائيل وموطئ قدم لحرب أي ظاهرة تشارك في وعي الأمة والمباشرة في بنائها الحضاري، ولا أدل على ما سبق من أن  النظام ما فتئ يستخدم الكيماوي ضد الأطفال والنساء ولا يزيد الموقف الدولي عن العبث الأخلاقي في مجلس الأمن ليومين أو ثلاث ثم ينتهي الأمر ليتجدد قصف النظام للمدنيين  من جديد! والمطلوب من السوريين حسم موقفهم بتحديد قاتلهم وتسميته باسمه وحشد الأمة ضد خيانة النصيرية وإجرامهم الذي دمر سورية!

وأضاف الخليفة في تصريحات لـ"بوابة القاهرة" ولا أظن أن هناك سوريا عاقلا يعارض تدمير أسلحة النظام لأنها تمثل أخطر خطر على أمن السوريين ومستقبلهم ولو أنها بيد أعتى الأعداء فإنه لن يفعل إلا يسيرا مما فعله نظام الطائفة الذي قتل مئات الألوف وشرد الملايين ودمر البنية التحتية وجعل سوريا ساحة للمليشيات الإرهابية الشيعية والمافيات الروسية وغيرها.

 وقف نزيف الدم السوري 
وأكد منشق عن حزب الله، أن من مصلحة الجميع والإنسانية ضرب بشار الكيماوي وحزب الله الذي يخفي سلاحه الكيميائي عنده على جميع العرب والمسلمين دعم أي خطوة في هذا الاتجاه

وأضاف منشق لـ"بوابة القاهرة" :نعم وفي العلن نؤيد وندعم أي ضربة عسكرية تستهدف جيش المجرم بشار الأسد، ونطلب أن يشمل القصف مواقع حزب الله الإرهابي في سوريا ولبنان.

هدف أمريكا من ضرب الأسد 
وفي سياق متصل، قال الكاتب الصحفي اليمني عباس الضالعي: الحقيقة أن وجود بشار الأسد أصبح مكلفا ومحرجا لكل الدول التي قدمت له دعما علنيا وسريا، مشيرا إلى أن موقف إدارة ترامب متناقض وغير واضح، قبل أيام قال الأمريكان إن إزاحة بشار الأسد ليست أولوية لهم واليوم ترامب يقول لا مستقبل لسوريا مع الأسد وتصريحات عن احتمال عملية عسكرية والخارجية تقول لا دور لبشار الأسد لكن رحيله يتطلب اجماع دولي، تناقضات واضحة وهذه التناقضات هي أساسية في السياسة الأمريكية خاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.

وأضاف الضالعي في تصريحات خاصة لـ"بوابة القاهرة" أعتقد أن أمريكا ستقوم بعملية عسكرية محدودة ليس لتأديب الأسد وإنما لتقول للعالم إن أمريكا ترامب غير أمريكا أوباما، وأن أمريكا اليوم قوية ومسيطرة ونفوذها قوي.

وتابع: قضية سوريا ستبقى لفترة تراوح بين أقطاب دولية عدة وهو انعكاس لصراعات تلك الأقطاب على أرض سوريا جدية أمريكا بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد إلى الآن غير واضحة وهي إعلامية أكثر منها عملية مع أني لا أستبعد الضربة لكني استبعد أن تكون حلا للمأساة في سوريا.
 
وواصل الضالعي تصريحاته لـ"بوابة القاهرة": من يريد إنهاء مأساة سوريا عليه توجيه ضربة لحزب الله ذراع إيران القوي في سوريا والمنطقة، هذه هي البداية الجادة وغير ذلك فهي مناورة لا أكثر وتصريحات للاستهلاك.

ويرى طه الياسين، نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان، أعتقد أن السؤال يجب أن يكون ... "هل إننا نؤيد ضرب نظام بشار الذي أجرم بحق السوريين من أطفال ونساء وشيوخ" ؟ بتأكيد نعم نؤيد ذلك لأن هذا النظام يحصل على دعم روسي إيراني لقتل الشعب السوري ،لم يترك سلاحا لم يجربه على قتل الناس هناك بدءا من البراميل المتفجرة حتى الكميائي الذي استعمله لضرب أطفال خان شيخون، ولكن المشكلة تكمن في هذا العالم الأعور الذي لا يرى جرائم بشار وداعميه ملالي قم والمافيا الروسية التي تتمثل بالرئيس بوتين.

وأضاف "الياسين" في تصريحات لـ"بوابة القاهرة" : لكن تكملة السؤال.. هل الرئيس الأمريكي ترامب أو مستشاريه هم  جادون  بما صرحوا به أن كل الخيارات مطروحة ؟ أشك في ذلك لأننا تعودنا وسمعنا الكثير من هذه التصريحات السياسية غير الصادقة، لأن الأمريكان لو كانوا يريدون بالفعل ضرب نظام بشار وإيقاف الروس والإيرانيين من دعم هذا المجرم لفعلوا هذا الأمر من زمان، نحن كنا نتمنى ضرب نظام بشار في بداية عسكرة الثورة الشعبية السورية، حتى لا يستمر هذا الذبح والقتل والإجرام بحق الشعب السوري المسالم الذي خرج ضد نظام قمعي ومجرم يطالب بالحرية فقط، ومازلنا نأمل من الضمير العالمي أن يصحى من هذا السبات ويقف لجانب الشعب السوري، هذا الضمير العالمي المتخاذل الذي يمثله الأمريكان اليوم ربما يصحى من هذا النوم العميق وينقذ ما تبقى من سورية وشعبها الأبي من براثين المحتلين الروس والإيرانيين ومليشياتهم الطائفة التي قتلت من السوريين أكثر مما قتلت إسرائيل من العرب في جميع حروبها .
وتابع: أنه يحتمل هذه المرة تكون ضربة لنظام بشار لكن ليست قاضية ربما لإضعاف هذا المجرم هولاكو العصر، وإذا سألتنا لماذا لا تكون قاضية ؟ ... أقول ... لأن مازال الكبار أقصد الدول العظمى لم تتفق على إنهاء مأساة الشعب السوري.. حين يتفق هؤلاء المجرمون على تقسيم الكعكة السورية ستنتهي محنة سورية.. وسوف تعود جيوش الروس لثكناتها وسيعود الثعلب الفارسي ومليشياته الطائفية والمرتزقة لجحورهم.

وعلى صعيد متصل، قال المحامي اللبناني الدكتور طارق شندب، لـ"بوابة القاهرة" إنه لابد من محاسبة نظام بشار الأسد المجرم، دوليا، لارتكابه جرائم حرب، واضحة لكل العالم، مشيرا إلى أنه طالب مجلس حقوق الإنسان الأمم المتحدة بإيجاد آلية قانونية سريعة لمعاقبة نظام الأسد والحوثي والحشد الشعبي على جرائمهم.

وأكد أن الضربة العسكرية الأمريكية المتوقعة ستكون بمثابة الضربة القاضية التي سيوجهها الرئيس الأمريكي لإيران وأذنابها. 

س.س

http://www.cairoportal.com/story/596519/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%9F%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A8%D9%88%D9%86

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق